(فَإمْساكٌ بِمَعْرُفٍ أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسانٍ) [البقرة: 229,2].
ماذا لو أن الزوجين لم ينجحا في إقامة علاقة تسودها السكينة والمودة والرحمة، وهي الغاية التي سن الله الزواج لتحقيقها (وَمِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِن أنْفُسِكُمْ أزْواجاً لِتَسْكُنُوا إلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21,30].
الحل في هذه الحالة وببساطة هو الإنفصال، لقد شرع الله الطلاق لأنه يعرف طبيعة البشر الذين خلقهم ويعرف أن هناك طباعاً متنافرة يستحيل الجمع بينها، ويعرف أن الزوجين قد لا يكتشفان تنافر طباعهما إلا بعد الزواج. لا أقصد طبعاً أنًّ على الزوجين أن يحلقا عالياً في سماء التفاهم والإنسجام وإلا فالأجدر بهما أن ينفصلا، فلا شك أن هناك تفاوتاً في درجات الإنسجام بين الأزواج ولا يشترط لنجاح الزواج وجود حالة مثالية من التفاهم والتناغم، لكن هناك حدٌّ أدنى من التفاهم والإنسجام يجب أن يتحقق بين الزوجين، فإذا لم يتوافر هذا الحد الأدنى وأصبح التناقض والتنافر هو الصفة العامة التي تصف العلاقة الزوجية عندها يصبح الطلاق رحمة وفرجاً لكل من الزوجين (وَإنْ يَتَفَرَّقا ُيُغْنِ اللهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ)
ولكن ماذا عن الأولاد؟ أليس الطلاق تدميراً للأولاد وتخريباً للبيوت؟ لو كان الأمر كذلك في كل الحالات لحرم الله الطلاق تحريماً مطلقاً! إن الطلاق لا يدمرالأولاد ولا يخرب البيوت، وإنما الذي يدمر ويخرب هو أن يستمر شخصان في الحياة معاً وكل منهما لا يريد الآخر ولا يحبه، وأن يعيشا في بيت يملؤه البغض والخلاف والشقاق، وأن ينشأ الأولاد في تلك الأجواء القاتمة، وهم يرون وجوهاً متجهمة ويسمعون كلاماً مؤذياً، ويعايشون يوماً بعد يوم أجواء الخصام والشحناء، في تلك الأجواء لن يجد الأولاد من يلتفت إليهم ويتعاطف معهم، وسيخرجون إلى المجتمع بنفوس محطمة وشخصيات مريضة تعاني عقد النقص والإنغلاق والإضطهاد، وسيحملون هذه العقد إلى حياتهم الزوجية عندما يكبرون لتساهم في صنع بيوت جديدة يملؤها الشقاء.
الطلاق و الشباب بين الدين ونظرة المجتمع
افيقي ....حياتك لا تنتهي بكلمة الطلاق!
هل الطلاق وصمة عار على جبين المرأة؟